رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
وترفع.. لتغادر القاعه سريعا وكأنها تهرب من المأزق.. لتتجه ابنتها نحو مهرة تمسك يديها مبتسمه
مش عارفه اشكرك ازاي.. شكرا
وانصرفت الفتاه خلف والدتها تلحقها.. لتتسلط أعين الجميع عليها
...................................
نظر لها وهي تتهادي في خطواتها تصعد الدرج بزهو.. ف للتو كان قد أنهى مكالمته مع عايدة التي هاتفته تخبره بفعله زوجته ووضعها أمام الأمر الواقع إلى الآن لا يصدق زوجته فعلت ذلك.. موقف لا يعلم ايضحك عليه ام ماذا يفعل
فوفقت ترسم علي شفتيها ابتسامه واسعه وألتفت إليه
نعم ياحبيبي
فأشار إليها أن تتقدم منه.. فعادت تهبط الدرج وعلمت أن الخبر وصل إليه
حولتي الندوة لفرح يامهره
فطالعته ببرآة وهي تشير على نفسها
انا اعمل كده.. انا بس وفقت راسين في الحلال.. مش عايدة هانم الدميتري مؤمنه ان مافيش فروق طبقيه وكلنا سواسيه
يعني تروحي تحطيها قدام الأمر الواقع وتقوليلها توافق على خطوبه بنتها من الشاب اللي بتحبه
فضحكت وهي تتذكر حاله القاعه وماتحولت إليه من هرج ومرج وما نفعها أن الندوة كانت تضم بعض الصحافين اصاحب القلم الحر غير وجود ابنتها ومشاعرها التي أظهرت كل شئ
انتي بتضحكي على ايه
فصفقت بيداها بحماس
الكوره اترمت في الملعب.. وجات قدامي اديها ضهري ولا اجرب حظي وادخلها في المرمى
فجذبها نحوه بحنق وضړب على رأسها بخفه
دخلي وجيبي أهداف ياحببتي
.......................................
نظرت عايدة پقهر لابنتها التي تجلس على الاريكه أمامها تفرك يديها بتوتر ثم نظرت لشقيقتها التي تضمها
وحدقت بأبنتها بقوه
ديما بتحبي الرمرمه زي ابوكي
لتطالعها نرمين بضيق عما تفعله
خلاص ياعايدة.. مش عايزه توافقي متوفقيش ديه مجرد ندوه وكلام
فضغطت على شفتيها پغضب
ده كان زمان.. لعبتها صح واختارت انسب توقيت ومكان
انتي ناسيه انتخابات مجلس الشعب واني هترشح فيها..
وتابعت وهي تجز على اسنانها
أول مره معملش حساب لحد.. البنت ديه مطلعتش سهله
فأبتسمت نرمين داخلها.. فهي ليست حانقه منها رغم أنها عاشقه لزوجها
وربتت نرمين على يد ابنه شقيقتها.. لتهتف عايدة بعد تفكير
فعادت نرمين تبتسم وهي ترى كيف ألتقطت ابنه شقيقتها الهاتف من فوق الطاوله وركضت لغرفتها كي تحادثه
....................................
انتهت اخيرا رحلة الزواج الذي لم يتذوق شئ من عسله.. حتى ليلة عودتهم قضوها في منزل زوج خالته السيد مسعود وقد قدر الأمر لأنه يعلم مدى تعلق رقية بوالدها.. ودلفوا لشقتهم
فأتجهت رقيه نحو غرفتهما بتوتر.. حججها قد كثرت ومراد تحمل كثيرا ولكن هي خائفه حديث إلهام صداه مازال بأذنيها
وشهقت بفزع بعد أن شعرت بيد مراد على خصرها وشفتيه تسير على عنقها.. ولكن كالمعتاد ابتعدت عنه تلمع عيناها من الخۏف
فحرك يداه على خصلات شعره بحنق
لاء كده الموضوع في حاجه يارقيه.. لدرجادي خاېفه مني.. هروبك وخۏفك ده ليه أسباب وأنا صبرت كتير والنهارده لتقولي ايه اللي مخوفك لاما كل حاجه هتم حتى لو ڠصب عنك
فأرتجفت پخوف.. فتنهد بقلة حيله وجذبها إليه يضمها بحنان رغم اعتراضها
انت ممكن تعمل فيا كده
فرفع وجهها إليه يمسح دموعها
رقيه احنا قبل ما نتجوز عمرك ماخبيتي عني حاجه.. انتي بقيتي تداري عني حتي مشاعرك يارقيه.. انا مش شاكك في أخلاقك لأن انا عارف رقيه كويس.. بس فيكي حاجه قلقاني ولازم اعرفها
فأبتعدت عنه تنظر إليه طويلا لتفجر آخر شئ كان يتوقع أن يسمعه منها
إلهام قالتلي انك ساډي يامراد
الكلمه ترددت على مسمعه كالصفعه رقيه صغيرته تظن به هكذا تراه بشع لتلك الدرجه تصدق حديث طليقته وتقف تبكي أمامه تنتظر منه الاجابه فبعد ابتعادها عنه طيلة الايام الماضيه يكون هذا هو السبب.. طلاقه من زوجته ما كان الا انها امرأه خائڼه
انت كده فعلا يامراد.. انا مصدقتش كلامها بس انا خۏفت
لټنفجر شفتيه بضحكه صاخبه تحمل الكثير من الآلم
ساډي.. انا فعلا ساډي يارقيه
واقترب منها وهو يرى رعشة جسدها
للأسف لتاني مره بأختار الزوجه الغلط
وانصرف بعدها ليتركها تنظر في خطاه بأعين باكيه فقد أخبرته سبب خۏفها بكل غباء وهي أكثر الناس علما بخبث طليقته
وقد اوقعتها في اللعبه التي أرادت أن تثبتها له.. انه أخطئ في الزواج منها.
.................................
وقف عمار يطالع كل من شقيقته وزوجته في المطبخ يعدون الطعام.. رفيف أصبحت تعتاد على حياتهم البسيطه حتي ملابسها تغيرت بأكثر حشمه خارج غرفتهما.. خوف سيطر عليه وهو يجد قلبه ينسى عيوبها.. فأغمض عيناه ينفض تلك الأفكار من عقله فلو احبها سيحترق بنيرانها.. وتنحنح بصوت صاخب لينتبهوا لوجوده
فألتفت رفيف على الفور ثم ركضت إليه تعانقه وتقبل وجنتيه.. فأشاحت علياء وجهها خجلا عنهم
مرحبا حبيبي
فطالعها عمار وابعدها عنه برفق... فشقيقته مازالت صغيره لتتفتح عيناها على تصرفاتها
لقد أعدت نصف الطعام لك.. قولي له علياء
كانت تتحدث بحماس وسعاده.. جعلته يلعن اليوم الذي اوقعه في طريقها وفاق على صوت شقيقته مؤكده
فعلا ياعمار رفيف بقت تتعلم بسرعه
ونظرت لرفيف تشاكسها
والفضل يعود لخبرتي العظيمه.. واه بحاول أعلمها رغم غبائها
فزمجرت رفيف بشفتيها ثم وكظتها على ذراعها
لن اعطيكي دروس في فن التسويق..