رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
تبتعد عنه ... فتابعها بعينيه
ليجدها تجلب أحد الألعاب التي تمثل شكل زهرة عباد الشمس
وعادت اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده
وماكان منه الا ان أبتسم ... لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ
خالو ألتقط لنا صورة هيا هيا
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم .. متأملا أرتباكها
وعيناها الهاربة منه
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع
وعندما أنتبه السيد شوقي لوجوده... تبدلت ملامحه فجاسم يخبره دوما بقدومه قبل ان يأتي ولكن اليوم لم يظن أنه سيأتي ... واڼصدم من وجود مهرة التي كانت تتبعه
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين
القرار اللي اتاخد امبارح مظبوط واتمضي عليه
وتابع بصوت قوي
المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم ..وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل .. رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام
ليتهلل اسارير العمال ..وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب .. هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
لتهمس وهي تطالعه
سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري ..النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر
عشان تعرف قرارتي ديما صح
هما هيتكفؤا اما انتي هتتعقبي
وتركها وانصرف نحو الاعلي حيث غرفة شوقي
.....................
منذ فترة طويلة لم يشعر بتلك السعادة ...سعاده خلقتها فرحة جواد وشعور أخر بدء يتغلل داخل قلبه .. وكلما كان يلتف كان يجد ورد أمامه تضحك كالأطفال تضع بيدها علي فمها تكتم صوت ضحكتها
ليقترب منها كنان بلهفة .. جاثيا على ركبتيه أمامها
ورد هل انتي بخير
وألتقط يديها لينظر إلى تلك الخدوش واخرج منديلا من سترته ليمسح الډماء البسيطه من علي يديها...
كانت ورد تنظر إلي مايفعل كالمغيبة .. الي ان وجدته يهتف بأسمها مجددا
تؤلمك ..هل نذهب للمشفي
فأتسعت عيناها ونظرت حولها .. وشهقت بفزع
ليطالعها كنان متسائلا
مابكي ورد
لتنهض من أمامه وتبتعد عنه بخجل ..تحت نظراته المتعجبه .. ولم يقطع تلك اللحظه الا جواد الذي انهي لعبته وركض نحوها
...................
انهي نقاشه بحزم مع شوقي وأتباعه وقد أخبرهم ان من سيمسك الأداره شخص جديد
كان شوقي يتبعه وهو يخبرها بحسن نواياه
ونظر جاسم حوله يبحث عنها ..ليجدها تجلس وسط بعض العمال تأكل معهم وتضحك فقد كان وقت استراحتهم
فوقف يطالعها وهو لأول مرة يراها هكذا .. مهرة تضحك وجنتيها تصبح ورديه .. غمازتها اليمني تظهر بوضوح
شعور عجيب في تلك اللحظه بدء يسير داخله... وعندما رأته اختفت ضحكتها وعادت إلى الوجه الذي اعتاده ..فضاع سحر تلك اللحظه
وسار من أمامها بوجه جامد .. بعد ان ألقي بتعليماته على شوقي وان مهامه قد زالت
لتضع مهرة كأس الماء الذي ترتشف منه ..وشكرت العمال بلطافة وكأنهم أصبحوا أسرة واحده
وخطت بخطوات سريعة للخارج نحو السيارة
لتجدها قد أوشكت علي الحركه لتهتف بحنق
أنت هتسبني في الصحرا ديه
وتابعت وهي ټضرب كفوفها ببعضهما ولكن بصوت خاڤت
يعملها انا عارفاه
وصعدت السيارة بجوار السائق تزفر أنفاسها بحنق
الواحد يقول هنمشي .. اي حاجه ولا انا هوا
ليميل جاسم بجسده نحوها
بالظبط انتي هوا شئ مش مرئي
ليحتقن وجهها .. ليعتدل هو في جلسته .. ممسكا بهاتفه يتفحصه ببرود يجيده
وعادت لوضعها تنفخ أنفاسها بقوه... إلى ان رن هاتفها
ايوه ياحماده .. مين ده اللي عايزني أرفعله قضيه
وأسترخت في جلستها بزهو .. واخذت تعلو من نبرة صوتها
طب اديله ميعاد علي بليل كده ..اكون خلصت أعمالي المهمه
كان جاسم يستمع لمحادثتها ساخرا ..الي ان انهت المكالمة
هايل شغل الصبح وشغل بليل في الكشك الصغير اللي اسمه مكتب ده
لتلتف نحوه مجددا بحنق
محدش طلب وجهة نظرك في مكان شغلي
وأتسعت عين السائق وهو يتعجب من ردها وأستمتاع رئيسه بذلك فقد رأي بعينيه نظراته حتى انه تعجب
ونظرت له بأحتقار .. وعادت لوضعتها تسبه
فأبتسم بمتعه وهو يري حنقها
.......................
عادت ورد من عملها تنظر الي خدوش يديها ... ووجدت مهرة تجلس تنتظرها بقلق
اتأخرتي كده ليه ياورد
فأبتسمت ورد وهي تتذكر تفاصيل اليوم ..وتنهدت بسعاده جعلت مهرة تحدق بها بقوة
ثم نهضت من مكانها .. لتنظر ليديها
مالها