رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
عليها وهي تدق على مكتبها بقلمها
..................
نسيت أمر الفتاة ونسيت كل شئ .. وهي تنظر له وهو يعد لها ولجواد اكلة أسبانية طلبها منه جواد وبالطبع هي تشاركهم
كانت تشاهده وهو يشمر اكمام قميصه لاعلي ويبتسم لهم بعد ان أعدوا له المسئولون المطبخ وانصرفوا ليتركوا سيدهم في مهمته
ونظر إلي ورد وجواد المسترخين علي مقاعدهم منتظرين تناول الوجبة التي يريدها جواد بحماس لأنه تذوقها منه من قبل اما ورد ارادت ان تستكشف الوجبة الجديده
لا تخبريني أنك لا تعرفي تقطيع الفلفل
فضحكت ورد وهي تنهض من مقعدها
انا من اطهو لي ولشقيقتي
فرفع كنان حاجبيه بخبث
كان الله بعونها ..بالتأكيد تمرض من طعامك
فحدقت به ورد پغضب وهي تحرك السکين أمامه..ليهتف كنان متصنعا الخۏف
امزح ورد
واندمجوا فيما يصنعوه وجواد يمازحهم منتظرا الطعام ..
معها نسي كل شئ نسي أنه رجلا خاطب لأخري ..هدء حزنه قليلا علي شقيقته وكأن وجودها في حياته كان كالبلسم
وجلسوا يتناولون الطعام والذي حفظت ورد كل مقاديره وطريقته كي تطهوه لمهرة وأكرم بل وستعلمه للسيدة صفاء أيضا
................
نظرت مهرة بضيق إلي الملابس التي تعطيها لها شقيقتها كي ترتديها ..هي تحب قمصانها وستراتها وبناطيلها والبذلات الرسمية التي تجعلها كالناظرة
ولم تترك ورد مهرة الا بعد ان أرتدت تلك الملابس مخبره اياها بضحك
ده انا دفعت فيهم ډم قلبي
وأبتسمت بسعاده وهي تنظر لشقيقتها بحب متمنية داخلها ان ترتدي تكمل فرضها وترتدي الحجاب الذي سيجملها
واقتربت منها ورد وأحاطت وجهها
زي القمر ياحببتي
وألتقطت منها النظارة وهي تضحك
هي ديه لتكملة الديكور ولا ايه
فأندفعت مهرة نحوها
هاتي النضاره مش هروح الحفله غير بيها
ومع ورد كل شئ يتحول للرضوخ ..وعقدت شعرها كالمعتاد تحت نظرات ورد التي لمعت عيناها وهي تجذبها نحو الفراش تجلسها عليه
فدفعتها مهرة برفق وهي تضحك
انا تسريحتي شبه ابلة نظيرة
فحركت ورد رأسها وهي منشغلة فيما تفعل
ومر الوقت ليستعدوا سويا ولم تنسي ورد الحذاء الذي يلائم ملابسها
ونظرت مهرة لورد التي وضعت دبوس حجابها وحملت حقيبتها
فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها برفض
لا احنا ملناش في الجو الممل ده
فأستائت مهرة منها وتأففت بحنق
خلاص أجي معاكم ..انا برضوه بتخنق من الحاجات ديه
فلوت ورد فمها بأمتعاض
ديه حفلة الشركة اللي انتي شغاله فيها يامهرة ..يلا ياحببتي أكرم ھيموتنا بقاله ساعه مستنينا
وتابعت بحماس وهم يغادروا
هنوصلك الأول
..................
نظرت مني لمهرة بسعاده علي تغيرها لنمط ملابسها
طالعه جميله ورقيقة يامهرة
وتابعت بود حقيقي لها
ديما البساطه في الشكل والهيئة هي اللي بتكسب
لم تتكلف مهرة بوضع اي شئ علي وجهها الا كحل العين الذي اصرت ورد لها بوضعه
ملابس جديده منمقة وحذاء ذو كعب بسيط وتسريحة شعر ليست مختلفة كثيرا عن تسريحتها وكحل لعينيها .. بدأت تمتعض من نظرات البعض لها وكأنها لم تكن ذات ذوق
ووجدت ياسر يقترب منها غير مصدقا
مش معقول مهرة
فتمتمت بأستياء جعلت ياسر يضحك بقوة وهو يهتف
الاختلاف ديما بيميز .. وبصراحه انتي مميزة النهارده
وابتعد عنها عندما لمح سيارة جاسم تصطف بالخارج.. فهي وياسر وقفوا ينتظروا قدومه وبالطبع لكونها مساعدته الشخصية ولكون ياسر ذراعه الايمن حتي مني كانت تنتظر قدومه ولكنها دخلت للقاعه مع أحد الضيوف
ونظرت لجاسم الذي خرج من سيارته ورفيف معه بفستانها القصير العاړي ثم اقتربت منه تتباطئ في ذراعه بتملك
وبدء عقلها يخبرها وهي تراهم يتقدمون نحوها
زوج وزوجه رائعين ..فمن سيليق بجاسم الشرقاوي غير رفيف
ونفضت رأسها سريعا من تلك الأفكار عندما سمعت صوت رفيف الساخر
مهرة ... لا أصدق
كانت عين جاسم تجول عليها بتفحص ..كل شئ بها بسيط وهادئ ... وشعر بلمسة رفيف علي ذراعه
فألتف إليها وسار معها للداخل
فتأففت مهرة من نظراته وكأنه يخبرها انها مهما فعلت لن تصل للأناقة ..هذا ماظنه عقلها
وسارت بجانب ياسر الذي أخذ يحادثها وهم يسيروا في الممر الطويل المفروش بالسجاد الأحمر
كانت أحدي الفتيات العاملات تسير بهروله نحو القاعة ويبدو أنها خرجت للخارج لامر ما وتركض لتعود لخدمتها
ودون قصد منها انزلقت قدماها فأنصدمت بجسد رفيف
انا أسفه يافندم
ونظرت إلي مهرة وياسر الواقفين بالخلف تستنجد بهم لأنهم بتأكيد لاحظوا انزلاق قدمها
ذراعي ايتها الغبية
فنظر جاسم لرفيف التي تتأوه
خلاص يارفيف
فأمسكت رفيف يده تضعه على موضع الآلم
أنظر جاسم ..لابد ان تحاسب من وظفها
فنظرت الفتاه لداخل القاعة ومديرها يشرف على المكان
انا أسفه ياهانم
وقبل ان تتمتم الفتاه بأعتذار آخر
اندفعت مهرة وهي تنظر لهم
ماقالتلك خلاص... ايه ټموت نفسها يعني
وحدقت ب ياسر ..ليشرح ياسر ما رأه
ولكن رفيف لم يعجبها الأمر ..فهتفت پغضب
كيف تتحدثي معي هكذا
فأقتربت منها مهرة وهي تعض علي شفتيها بقوه
لتجد يد جاسم تجذبها بعد ان أبتعد عن رفيف ومل من شغل النساء هذا
خد رفيف وادخل الحفله ياياسر
ونظر للفتاه برفق
وانتي ادخلي كملي شغلك
فتمتم الفتاه بشكر..لتنظر رفيف لياسر ثم جاسم الذي أخذ مهرة بعيدا يجرها خلفه وهي تجاهد ان تنزع يدها عنه ولحسن الحظ لم تكن يدها التي لم تشفي بعد
ووقف أخيرا وهو يزفر أنفاسه يحدق بها
أعمل فيكي ايه
فطالعته بتحدي
انت سكت وياسر سكت وانتوا شايفينها بتهين البنت ازاي مع ان الحكاية مش مستهلة
وتابعت بحنق
بس عشان خاطر رفيف هانم لازم تسكتوا وتراضوها
فلمعت عين جاسم وهو يتأمل تفاصيل وجهها
وتفتكري انى كنت هظلم البنت واطردها من شغلها عشان اللي حصل
فحركت مهرة رأسها بأمتعاض وهي تلوي شفتيها بتهكم
تعملها عادي
فأبتسم وهو يطالعها كيف تحرك شفتيها وحدق بها بمتعه
طالعه تجنني النهارده بس لسانك ده بيهدم كل حاجه
وابتعد عنها وسار نحو القاعه كي يلقي كلمته مرحبا بضيوفه وموظفينه
لتنظر هي لخطاه مبتسمة
الفصل الثامن عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت وسط الحضور تنظر للمكان حولها وكيف الجميع يضحك ويثرثر مع بعضهم ..عرفتها مني علي زوجها الذي قد جاء لتلبية رغبتها بأن يكون جانبها اليوم بالحفل وكانت تتمني ان تعرفها علي أولادها ولكن المكان لا يسمح بهذا ووعدتها يوما ان تعرفها عليهم ..
اليوم مني أخبرت زوجها أمامها انها تعدها شقيقتها الصغري .. ثم انشغلت مع زوجها
مندمجين مع بعضهم
ووقعت عيناها علي رفيف وهي تصافح البعض بجانب جاسم وقد جاء ياسر يهمس له بشئ
ليعتذر لضيوفه ويصعد للمنصه كي يلقي كلمته المرحبه ويرد علي الصحفين أصحاب الأسئلة الفضولية عن حياته
أنطفأت الأضاءة ولم تتبقي الا الاضاءة المسلطه علي المنصه ... كانت بداية حديثه الترحيب بضيوفه الكرام والشكر والأمتنان لكل موظف يعمل معه
كلماته كانت مرتبة ومتقنة مع انه لا ينظر لشئ الا لهم
اليوم علمت من حديثه أنه لم يكن من الطبقة العليا
وانما نشأته كانت في طبقة متوسطه ربته جدته المرأة العجوز لم يدخل في تفاصيل أكثر عن تربيته وأين كان والديه .. ولكن بعد برهة عندما صمت ثم عاد يتحدث عن عائلته كان يتحدث