رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
يري تذمرها
لا تضحك ولا تبتسم أمام أحد كنان
فأتسعت أبتسامته وهو يطاوق خصرها بتملك ..فدفعته علي صدره برفق
قولت لا تبتسم
لينفجر كنان ضاحكا
ما الأمر ورد ..تريدني الا أضحك والا أبتسم الاثنان معا
فحركت رأسها بمشاغبه
أجل
ولم تشعر بعدها الا وهو يحملها بمكر
سنري هذا الأمر في غرفتنا ورد
الطعام كنان أنه جميل
وضاعت جملتها الاخيره بعد ان اسكتها بطريقته الخاصه
كانت تتابع كل رشفة يرتشفها من فنجان قهوته بملل
وتنهدت بحنق من أفعاله معها متمتمه
انا هادية خالص اه
فأبتسم وهو يطالعها وقد اردك أنها علي حافة الانفجار بوجهه ..وترك الفنجان جانبا وحدق بها بصمت .. لتزفر أنفاسها بقوه
فتمتم بهدوء
مش موافق يامهرة
لټضرب الطاوله بقبضة يديها ..ووجدته ينهض متمتما بضيق
اسلوبك ده لو متغيرش هتعامل معاكي ديما بالأمر .. وزي ماشوفتي أمبارح اوامري بتتنفذ
لتنظر له پغضب
انت اتجوزتني عشان تحبسني .. انا عايزه أطلق
ولما اطلقك هتروحي لحبيب القلب يمكن يتجوزك وتبقي الزوجه التانيه
اوجعته عباراته فكيف يظن بها هكذا فحسين قد محته من حياتها بعد ان اخبرها أنه كان لا ينظر لها الا كشقيقه فهو راجل غارق في حب زوجته.. فحبها لحسين كان وهم ودفعت ثمنه في تلك اللعبة
التي دخلتها بأرجلها وكل هذا من أجل كبريائه الذي في لحظه حثها ان تخبر الجميع أنها أنثي مرغوب بها وليس اي شخص رجلا تعلم بأن اغلب النساء ومن اعرق العائلات ترغب به ..فجاسم جماله كان يتمركز في رجاحة عقله الذي يفقده معها
انتي ليه عايزاني اتعامل معاكي بالتسلط والأوامر
فدمعت عيناها وهي تدلك ذراعها
انت اللي عايز تحرمني من حياتي القديمه...عشان خاېف ليعيروك بيا ..
وتابعت بۏجع
وهتفضل تعيرني بحبي لحسين مع إنك متعرفش انا حبيته ليه ونسيت كرهي للرجاله معاه
انا حبيت حسين عشان كان حنين هو الوحيد اللي معيرنيش بشكلي ولا بلبسي ... ولا اني بنت الست اللي جوزها رميها هي وبناتها ..الست اللي كل ستات الحي پتخاف علي جوزها لتخطفه منه
كلماتها اوجعته مثلما اوجعها .. لتجده يقترب منها يضمها بحنان ..اڼصدمت في البداية من فعلته ولكن شعور غريب اقتحمها وهي بين ذراعيه فيبدو ان هذا هو شعور الأمان الذي أخبرتها به ورد
وعندما شعر بتملصها منه .. ابتسم
اسمعي كلامي للأخر
فأستكانت علي صدره تشم رائحة عطره بخمول واغمضت عيناها وهي مستمتعه بضمھ إليها
إي شغل شريف فهو بالنسبالي قمة الفخر ..بس ده لو انتي محتاجه يامهرة
فتمتمت بنبرة خاڤتة
بتحاول تقنعني
فضحك وهو مستمع بتلك اللحظه متعجبا من سكونها الذي يعلم أنه هينتهي بلداعة لسانها
اكيد بحاول اقنعك بالعقل يامهرة ..انا معنديش مشكله انك تحققي طموحك في المحاماه ..تعملي دراسات بالعكس هشجعك
فوجدها ترفع عيناها نحو غير مصدقه
بجد
فتمتم بمرح
لاء بهزر يامهرة
وتابع بحنان وهو يمسد علي ظهرها
نجاحك من نجاحي .. انا ديكتاتور اه زي اي راجل شرقي في حاجات معينه بس في حاجات تانيه لاء
لتتسأل وهي غائبة معه في تلك اللحظه ... الي الآن تظن انها تحلم فهل هذا حقا جاسم الشرقاوي الرجل الذي عاشرته من خلال عملها معه
زي ايه
فطالعها مستفهما وعيناه مركزه علي عينيها التي تلمع بوميض عجيب.
تقصدي ايه !
فعادت تستكين بوداعة بين ذراعيه مما اثار دهشته.
ايه اللي حاجات اللي هتقف معايا فيها ومش هتكون ديكتاتور
فأبتسم وهو يضع بذقنه علي قمة رأسها
زي أحلامك يامهرة ...طموحك .. رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو
فسمعها وهي تتثاوب
مهرة انتي هتنامي
وكأن سحر تلك اللحظه أنتهي ..لتبتعد عنه بفزع تنظر إليه والي قربهم
أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا
ده علي اساس ان حضڼي مكنش عجبك
لترتبك من حديثه ونظراته .. تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال
هشتغل في المكتب بتاعي ..وهسيب محل البقالة لشيكا
فرفع حاجبيه بتعجب
مين شيكا ده
لتجيبه بهدوء
شيكا جارنا في المنطقه ..هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها .. وتنهد بضيق متذكرا حسين
مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح
شغل تاني معاك لاء ..انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك ..فأشار علي نفسه
انا ديكتاتور يامهرة
فحركت كتفيها بلامبالاة
ايوه ..انا محبش شغل الرئيس والمرؤوس ده .. بحب ابقي مستقله بعملي الحر
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء
مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر
وحرك رأسه بيأس ..لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
بتتريق عليا .. علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
وبدء رنين هاتفه يعلو ..