رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
كنتوا مرتبنها النهارده
فأبتسم حسين وهو يجذب زوجته نحوه
كنا ناوين نسهر النهارده انا ومريم والبنات ونحتفل بالضيف الجديد اللي هيشرفنا
لم يفهم جاسم مغزي كلماته... لترتبك مريم الواقفه في صمت ..اما مهرة كانت في عالم آخر وهي تنظر لحسين وهو يحتوي زوجته بعشق ويقفان بجانب بعضهم بسعاده ..وهتف حسين والفرحه تلمع بعينيه
لېختلس جاسم النظرات نحو مهرة التي تحركت شفتاها أخيرا لتتمتم
مبروك ياحسين ..مبروك يا مريم
وأقتربت منها مريم ټحتضنها بحب .. تخبرها انها كانت تريد حقا ان يسهروا سويا وتشاركهم احتفالهم الصغير
مبروك يااستاذ حسين
هتف جاسم بهدوء ..لتهتف مريم بخجل بعد ان حدقت بمهرة مبتسمه بلطف
لتقع عين جاسم علي مهرة التي اتجهت نحو السياره بصمت .. فأتبعها بعد ان بارك لهم مجددا
.................
فور ان فتحت لهم هدي الباب ورحبت بهم...صعدت الدرج سريعا ودلفت غرفتها وسقطت بعدها علي الفراش تائهه في حياتها
مازالت صورة حسين وزوجته والحب الذي في عينيهم يقتحم مخيلتها هي لا تحقد عليهم بالعكس أنها تشعر بالسعادة وهي تراهم أزواج سعداء ...
وابتسمت وهي تجد ورد تزداد جمالا كل يوم والسعاده واضحه علي ملامحه
وحشاني اوي يامهرة ..تعرفي اني حلمت بيكي امبارح
فأتسعت ابتسامه ومهرة ونسيت كل مامرت به اليوم لتظهر أمامها مبتسمه
وحلمت ب ايه بقي ... اوعي يكون حلم وحش اډبحك
حلمت أنك هنا في تركيا انتي وجاسم
فضحكت مهرة وهي تعلم أنه ليس حلما وانما رغبة شقيقتها في لقائها
واضح أوي انه حلم
فتعالت ضحكات ورد
تعالى بقي يامهرة انتي وجاسم وقضوا كام يوم هنا
وهمست بخجل
كنان عنده مزرعة في انطاليا حلوه اوي ... هتتبسطي انتي وجاسم جدا
فين كنان ياسندريلا هانم
وسمعت صوت كنان ويبدو أنه قد أتي للتو
كيف حالك مهرة
فتمتمت مهرة وهي تطالع زوج شقيقتها يحتضن شقيقتها ويقبل وجنتها بحب
بخير كنان
وضحكت وهي تستمع لتذمر ورد
فأشار كنان لمهرة
اتري مهرة كيف تعاملني شقيقتك
فأبتسمت مهرة بسعاده وكيف لا تسعد وهي تري كيف يعامل كنان شقيقتها
ليتسأل كنان ويداه تحاوط خصر ورد الحانقه
كيف حال جاسم .. واين هو
فأرتبكت وهي تنظر لشقيقتها عبر الهاتف
صحيح يامهرة فين جاسم... نفسي في مره اكلمكم سوا مع بعض
فهتفت وهي تتحاشا نظراتهم
في غرفة المكتب وراه شغل مهم
وابتعد كنان بعد ان قبل ورد مجددا علي وجنتها
سأهاتفه غدا ليصطحبك لهنا في عطله
وفور ان أصبحت ورد بمفردها هتفت بلهفة
أخبار جاسم معاكي ايه
وتابعت ورد بأمتنان
تعرفي يامهرة ديما يتصل يسأل عني .. ويوصي كنان عليا بجد انا بعتبر جاسم زي أكرم اخويا
ورفعت اصبعها بتحذير
اوعي تزعليه سامعه ..هقف معاه ضدك
وضحكت بعدها.. لهتف مهرة بحنق
كده ياورد تبعيني
فأبتسمت ورد بمشاغبة
انتي اختي وانا عارفاكي
وانتهى الحديث بعد ان وصتها ورد بنصائح لا تعلم من اين اكتسبتها شقيقتها ..فيبدو أن الحب له سحر خاص
وعادت تستلقي علي الفراش بعد ان ازالت حجابها وأغمضت عيناها لتغفو بعدها دون شعور
.................
جلس في غرفة مكتبه شاردا .. متسائلا هل هي هذه الحياه التي تمناها ... يريد ان يعيش براحه زوجه تحبه ويحبها وأطفال ينجبهم ويعوضهم عما رأه هو بحياته... واغمض عيناه بأرهاق ليسمع طرقات علي باب غرفته..فزفر أنفاسه هاتفا
أدخل
لتدلف هدي متسائله
احضر العشا ياجاسم بيه
فأجاب جاسم وهو ينهض
لاء انا خارج ياهدي... ابقي شوفي مهرة واطمني عليها
وانصرف بعدها ..لتنظر هدي له متعجبه من هيئته المرهقة تلك
.................
وجد والديه جالسان يرتشفان الشاي ويشاهدون احدي المسلسلات القديمه ومندمجان ..ثم تعالت ضحكاتهم
ليقترب أكرم منهم دون سلام وجلس علي الأريكة المقابة لهم
فتلوي سهير شفتيها بأمتعاض
الناس تقول سلام عليكم ..مساء الخير
ليرفع أكرم عيناه ..ثم نظر الي والده المندمج في المسلسل
انا هنقل لشقتنا القديمه
فأنتبه عزيز له ثم حدق بزوجته التي لطمت على صدرها
وتبعد عن امك حببتك يااكرم
فتسأل عزيز
ليه كده يابني ..مش كفايه أخوك مبنشفهوش غير علي النوم
لتنهض سهير متجها نحوه
ياميلت بختك ياسهير في ولادك ..ربيتي وكبرتي وابنك عايز يسيبك
وأخذت تولول علي حالها إلي ان سقطت مغشية عليها
فصړخ عزيز وهو يري زوجته ساقطھ على الارض وانتفض أكرم بفزغ واقترب منها هاتفا
ماما فوقي
ليدفعه عزيز
اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني
...................
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه .. لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه
نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه
مصر جميله جدا كنان
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها
اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه
واحببتها عندما تزوجت
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا
ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
صراحه لا ..انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم
لتدفعه عنها
ابتعد كنان ..كيف تخبرني بهذا
ونهضت وهي تهتف بتذمر
كيف لا تحب مصر... وانا لا احب تركيا
فضحك وهو ينهض نحوها
قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها