الأربعاء 04 ديسمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 72 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


مريم وهى تستند إلى يد مساعدة الطبيبة التى أوصلتها للخارج وأوقفتها بجوار يوسف أستندت مريم إلى ذراع عمها وهى تبكى بشدة وتنتفض ضمھا حسين بقلق قائلا
الحمد لله يابنتى انك فوقتى
قالت مساعدة الطبيبة بابتسامة 
الحمد لله كانت أغماءه عادية متتخضوش كده...
ثم ربتت على ظهر مريم قائلة بعطف
نفسى اعرف بتعيطى ليه دلوقتى

قالت مريم من بين دموعها وهى تشيح بوجهها 
مفيش ... لسه بطنى بتوجعنى شوية
ربتت على ظهرها مرة أخرى وقالت بابتسامة 
طيب ماهو ده عادى ... مش الدكتورة فهمتك كل حاجة !!
الفصل الحادى و الثلاثون
حمد لله على سلامتك يا بنتى ده انا اټخضيت أوى لما يوسف كلمنى وقالى أنك أغمى عليكى
جففت مريم دموعها وهو مازال يضمها إلى صدره بحنان وقالت بخفوت
ربنا يخاليك ليا يا عمى متقلقش عليا .. الدكتورة قالتلى ان يمكن اكون أكلت حاجة ملوثة و الحمد لله أنى رجعتها بسرعة
مسح حسين على رأسها قائلا
الحمد لله يابنتى .. يالا اركبى علشان اوديكى البيت وارجع آخد عفاف والولاد من الفرح شكلك تعبانة
تدخل يوسف قائلا
أرجعلهم حضرتك يا بابا علشان محدش يقلق .. وانا هوصلها
نظر لها حسين وكان يتوقع أن ترفض ولكنها قالت
خلاص ياعمى يوسف هيوصلنى
أبتسم وضمھا للمرة الأخيرة وهو يربت على ظهرها قائلا
طيب يابنتى الحمد لله انى اطمنت عليكى .. يالا مع السلامة.. فى رعاية الله
أنتظرها يوسف حتى استقلت السيارة بجواره وانطلق بها عائدا إلى البيت كان يخطف النظرات إليها بين الحين والآخر كانت تبدو مختلفة عن كل مره رآها فيها نعم مازالت شاردة واجمة وكأنها فى دنيا أخرى ولكنها مختلفة لم يستطع أن يقاوم فضوله الذى ألح عليه بشدة ليتحدث إليها 
مريم
ألتفتت إليه وكأنه قد انتشلها من بئر عميق دفعة واحدة وقالت
ها .. قلت حاجة
قال مسرعا قبل أن تهرب منه شجاعته
الدكتورة كانت قلقانة مني وطلعتنى بره علشان تكشف عليكى.. مقالتلكيش حاجة.. بعد ما فوقتك
ألتفتت مرة أخرى تنظر أمامها وقالت بإقتضاب
سألتنى تقربلى أيه
قال وهو يخطف النظرات السريعة إليها
وقلتلها أيه
نظرت أمامها ولم ترد فشعر بسخافة سؤاله صمت مرة أخرى طال الصمت بينهما كثيرا حاول الحديث مرة أخرى قائلا
أقولك على حاجة حصلت امبارح ومحدش يعرفها لغاية دلوقتى
أنتبهت لحديثه مرة أخرى وقالت 
حاجة أيه
ظهر شبح ابتسامة على شفتيه وهو يقول
البت اللى اسمها سلمى لبست قضية تسهيل ډعارة
أتسعت عيناها وشهقت وهى تضع يدها على فمها وأخذت تتمتم
لا حول ولا قوة الا بالله
ثم نظرت إليه بدهشة قائلة
وانت عرفت ازاى
أتسعت ابتسامتة وهو يقول
ماهو انا اللى عملت الواجب ده معاها
لم تكد تصدق ما تسمع وهى تنظر إليه بحيرة قطبت جبينها وقالت بضيق
وانت عرفت ازاى حاجة زى كده علشان تبلغ عنها أصلا
شرد وهو يقول ببغض 
زى ما وليد عارف مداخلى وطريقة تفكيرى وعرف ازاى يقنعنى بكل اللى كان عاوزه .. أنا كمان عارف مداخله كويس أوى.. علشان كده عرفت اوصله بسهولة واعرف هو راح فين بعد ما ابوه طرده .. وساعتها كان سهل عليا اعرف انه عايش مع سلمى فى شقة مأجرها .. فضلت وراهم لحد ما عرفت انهم بيشغلوا الشقة دى فى أعمال منافية للأداب.. وفرصتى جات لحد عندى علشان أوفى بوعدى ليكى واخدلك حقك
كانت تنظر أمامها بذهول وهى تستمع إليه وقالت ببطء
يعنى وليد كمان اتقبض عليه
مط شفتيه وقال بحنق
مع الأسف نفد
منها.. الشقة طلعت متأجرة باسم سلمى وهى اللى لبست الليلة كلها
أسندت رأسها إلى زجاج النافذة وأخذت تنظر إلى الطريق من خلاله فى حسرة وهى تشعر بالحزن لأجلها ... نعم هى ظلمتها وساعدت فيما حدث لها ولكن.. ليس من السهل أبدا أن لا تشعر بالشفقة عليها .. أغمضت عينيها وهى تستغفر وتهمس بخفوت 
للدرجة دى.. توصل بيهم لكده
تمتم قائلا وكانه لم يسمعها 
بس مش هيفلت مني برضة
قالت دون أن تفتح عينيها 
سيبه لربنا... ربنا هو المنتقم الجبار
كاد أن يتكلم ولكن رنين الهاتف قاطعه نظر سريعا إلى شاشة هاتفه قائلا
ده بابا... لو سمحتى ردى يا مريم ..
نظرت إليه فقال
معلش نسيت السماعة فى البيت
تناولت الهاتف وأجابته
السلام عليكم.. أيوا يا عمى ..لا أحنا لسه فى الطريق.. أنتوا لسه طالعين دلوقتى.. لاء أحنا قربنا نوصل .. اه الحمد لله بخير.. ماشى يا عمى مع السلامة
وضعت الهاتف مكانة مرة أخرى فقال
هما طلعوا من الفندق
أومأت برأسها قائلة
أيوا.. عمى بيقولى راح خدهم ومشى على طول وجايين ورانا
أبتسم بحزن قائلا
طبعا هو بيتصل علشان يطمنك انه جاى ورانا ومش هتروحى معايا البيت لوحدك
نظرت له ببرود ولم تجبه فتابع حديثه بسخرية حزينة قائلا
أبويا خاېف عليكى مني
قالت بجفاء
لو سمحت متكلمش فى الموضوع ده تانى
صمتت لثوانى ثم قالت وهى ترفع أحدى حاجبيها بتفكير 
لا.. ولا اقولك .. أتكلم
نظر إليها متعجبا فتابعت ببرود وجرأة
أحكيلى عملت فيا أيه بعد ما أغمى عليا يوم الحاډثة
ضغط مكابح السيارة حتى كادت أن ترتطم بزجاجها الأمامى لولا حزام الأمان التى كانت تلفه حولها بمجرد أن توقفت السيارة پعنف حتى استدار إليها فى ڠضب
أنت ليه بتحاولى تستفزينى وتخرجينى من شعورى كل شوية .. ليه كل ما احس ان ربنا قبل توبتى تفكرينى بذنبى تانى .
ثم عاد لجلسته الأولى وهدأ قليلا ثم انطلق بالسيارة مرة أخرى ظلا فى صمت مطبق إلى أن وصلا إلى المنزل دخل يوسف بالسيارة فى هدوء وهو ينظر يمنة ويسرة و يقول 
هو نور الجراج مطفى ليه
شعرت مريم پخوف يدب فى أوصالها ويقشعر له بدنها وهى تتذكر يوم الحاډثة والظلام الذى كان يحيط بها فقالت فى فزع
مش عارفة
شعر يوسف بها وبصوتها المرتجف خوفا فحاول طمئنتها قائلا
خليكى فى العربية لحد ما انزل اشوف فى أيه
تشبثت بذراعه قائلة
لا متسبنيش لوحدى
فى هذه اللحظة لعڼ يوسف الظلام لعنات طوال فلولاه لكان ينظر الآن لعينيها ليرى هذا الشعور الذى تمنى أن يراه فيهما كثيرا شعورها بالأمان بجواره ربت على يدها بحنان قائلا
مټخافيش .
قالت على الفور 
لاء ارجع بالعربية نستناهم .. زمانهم جايين
ضغط على يدها برفق وقال
طيب تعالى أدخلك من باب الجنينة اللى قدام وابقى ارجع انا اشوف ايه اللى قاطع النور فى الجراج واركن العربية واحصلك
تشبث به مرة أخرى وهى تقول بتوتر
لا ..هتسيبنى لوحدى وتروح لوحدك مينفعش
خفق قلبه بشدة للمستها وقال بهدوء
يعنى يرضيكى يرجعوا يلاقونى واقف مستنيهم علشان النور بايظ .. هيبقى شكلى وحش أوى
أضطربت كثيرا وترددت وهى تقول
خلاص هاجى معاك
كان يتمنى أن تتطول هذه اللحظة أكثر من هذا ولكنه أحب طمئنتها أكثرمن حبه لبقائه معها فقال بخفوت
طيب خلاص اطمنى عموما كلهم طالعين بعربياتهم يعنى الجراج فاضى ..هنور كشافات العربيه لحد ما اركن وبعدين انزل اشوف سکينة الكهربا
قالت وهى تبتلع ريقها الجاف 
طيب
زحف بالسيارة قليلا داخل الجراج إلى أن وضعها جانبا ثم ترجل من السيارة وماهى إلا ثوان حتى سمعت مريم صيحة مكتومة لا تحمل سوى الألم 
آآآآآآآه
أرتدعت بقوة وهى تصرخ
يوسف
لم تلقى جوابا وهى ترى على ضوء السيارة ظلا يركد خارج الجراج ويعدو نحو الباب الذى يفصل الحديقة الداخلية عن باب المرآب ظلت تصرخ باسمه 
يوسف .. يوسف رد عليا ..
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا خۏفها عليه غلب فزعها من الظلام ترجلت من السيارة
 

71  72  73 

انت في الصفحة 72 من 79 صفحات