فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
باكية لا تتحدث وحاولت طمئنتها ثم سلمت على خالتها
ورنا وغادرت مع السيارة التي أوصلتها للمطار .
في ظهر اليوم التالي كانت رنا وسط زملائها من العمل وقد حطت الطائرة بالمطار ثم ذهبوا للشاطئ كي يسيروا بالبحر ليصلوا للجزيرة .
وقف قائد المركب يردد
دلوقتي يا شباب احنا على بعد تلات ساعات من جزر الدهب.. هي مجموعة جزر بيحكمها الملك راموس وبيسكن أكبر جزيرة فيهم و الدخول هناك له ترتيبات و تصاريح .. أهل الجزيرة هناك ليهم نظام خاص جدا فياريت كلنا نلتزم بالتعليمات عشان نوصل للمكان إلي فيه مهمتنا لأنهم أكتر من جزيرة زي ما قولت .
بعد مرور ساعة ونصف تقريبا وقفت المركب على أحد الشواطئ وقال القائد
هنقف هنا نريح مكنة المركب ونكمل ...تقدروا تنزلوا تريحوا شوية قبل ما نمشي.
هزوا جميعا رؤسهم بينما تقدمت أحداهن من رنا وقالت بإبتسامة واسعه ودودة
نظرت رنا للجزيرة بريبة ثم قالت بتردد
لأ ماعلش ... أصلي...
قاطعتها الفتاه وقالت
أخس عليكي بقولك نفسي فيه هو احنا هنيجي الجزيرة هنا كام مرة في العمر يعني
طب ما تاخدي منه
دي عيلة باردة...قولتلها و قالتلي لأ وحرجتني ..هتيجي معايا ولا هتحرجيني زيها
ظلت الفتاة تسير مع رنا حتى تعمقا داخل الجزيرة بجوار أشجار الموز فقالت الفتاة لرنا
الله شوفتي مش قولتلك الموز هنا مختلف .. لأ وفي جوز هند كمان...وااااو .
صمتت لثواني تخرج هاتفها ثم قالت بأنبهار
مش معقول ....ده في شبكة هنا... طب أستني أكلم ماما أطمنها وانتي أجمعي الموز .. ماشي.
لكن لم يمر ثوى دقيقة ...هي فقط دقيقة واحدة ولم تجد أحد بجوراها .
ألتفت حولها بړعب تنادي الفتاة التي كانت معها لكنها لم تجدها .
حاولت الخروج من بين الأشجار كي تصل للشاطئ لكنها صدمت بعدم وجود المركب أو أي أحد من أصدقائها.
وقفت تلهث وقد سيطر الړعب على خيالها وجسدها لتنتفض على شئ معدني مصوب بظهرها وصوت جهوري يردد بلهجة حادة
من أنت
ماتنسوش تسيبولي رأيكم في أول فصل عشان أعرف عجبتكم ولا لأ
الفصل الثاني
سوسو سو....سوسو سو
عصفوري .
قالتها حورية ترد بها على محمود خطيبها الذي وقف خلفها قائلا
خيبة الأمل راكبة جمل.
قالتها فوزية وهي تطالعه بضيق شديد فقال
إيه يا حماتي بس في إيه مالك ...ماتروقي أمال...ماتكلمي ماما يا حورية.
تقدمت حورية من والدتها وهمست لها
جرى إيه يا ماما ... مش كده ...ده إحنا حتى في الشارع.
و هو انا مسكتني غير أننا في الشارع.
لكنها ألتفت تناظر محمود وقالت بحدة وحزم
أسمع يا أبني أما أقولك...خير في سلامة وسلامة في خير وإنت أديلك سنتين داخل خارج بالخطوبة والدبلتين بتوعك وقولنا ماشي لكن كده كتير بقا وأنت زودتها ... أسمع يا أبن الناس أخرك معايا الشهر ده لو جه يوم تلاتين منه وأنت ماتممتش الجوازة دي يبقى أعذرني.
تقدمت حورية وقالت پغضب
كلام إيه ده ياماما ما.....
قاطعها فوزية بحزم وقالت
ولا كلمة يابت.... أنا إلي عندي قولته ماذا وإلا.....
قاطعها محمود هذه المرة وقال
ماذا وإلا إيه بس يا حماتي...ده حتى الشقة ماجهزتش .
ماهو من لاكاعتك ... وأنا ماليش فيه .. أنا إلي عندي قولته .
تطلعت لابنتها وقالت
قدامي على البيت
طب والفراخ إلي أتدبحت دي
ماشي ...تجبيها وتيجي ورايا أنتي فاهمه.
ثم غادرت وتركت محمود ينظر عليها بضيق شديد وأقترب من حورية قائلا
هي الست
دي بتعمل معايا كده ليه
معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر..واقف محلك سر وبتتفرج عليا.
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مرددا
وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل .
مابحبش النجارة يا حورية.
حبها عشاني يا محمود.
تحرك حولها بضيق شديد ..كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق
بقا ده كلام تقوليهولي وأنا إلي جاي مزقطط وفرحان أول ما جالي الخبر.
اقتربت منه تسأل
خبر أيه
لمعت عيناه ورد
قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار.
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة
بجد يا محمود...بس أنت مابتعرفش تغني ..طول عمره صوتك وحش.
أيش عرفك أنتي.. أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني ..هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم .. إحنا في زمن الهجايس .. وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة .
شعر بيد قويه وضعت على كتفه
وقد زمت حورية شفتيها