همس القلوب
نوال بأهميتها لكنه الآن في داخل نفسه رغم مكابرته يقر بأنه يشعر بأن المكان
أصبح خالي من الذوق والنظام بعد إنصرافها
إفتقدها وهو الذي كان يظن أن وجودها من عدمه لايفرق معه
لطالما أهملها ولكنها أبدآ لم تهمل مطالبه يومآ كانت تعلم موعد عودته وتعد له متطلباته الصغيره والكبيره
أحضرت وداد بعضا الطعام من المطبخ ولكن شاكر فقد الرغبه في تناول الطعام
أشارت وداد الطاوله وقالت والأكل يا سعادة البيه
شاكر بضيق مش عاوز زفت
جلس شاكر علي مقعده وإستند بمرفقيه علي المكتب وهويحك أسفل ذقنه بعصبيه
إتصل بماهي التي رحبت به وقالت
أهلآ يا بابا إزيك يا حبيبي عامل إيه
شاكر بلوم هوأنا بهمك ولا بتسألي يا ماهي من ساعة مامتك ما مشت لا إتصلتي ولا جيتي البيت
ماحضرتك عارف إن زيزي مبتحترمش حد
شاكر يزدرد لعابه ويقاوم إنفعالاته الغاضبه عاجبك ال عملته مامتك يا ماهي بعد العمر دا كله جايه تخيب علي كبر
تسيب البيت علشان رفضت وجود البنت ال مراد إتجوزها بدون علمي يعني إيه عاوزه تتحداني نوال هيه كمان بدال ما تعرف أخوكي غلطه وتخليه يجي يبوس إيدي ويصالحني
ماهي بحزن وعتاب يا بابا والله ليلي دي ال مش عاجبك حضرتك ضافرها برقبة زيزي حضرتك شوف اهتمامها بهمس
وسوف زيزي ال جايبه آني تهتم ببنتها ومريحه رأسها
شاكر بجديه
دا بدال متعقلي أمك يا ماهي بتشجعيها
ماهي بشجاعه أنا آسفه يا بابا بس حضرتك خذلت ماما جامد وهيه طول عمرها بتحترمك وعمرنا ما سمعناها بتغلط
لا حول ولا قوة إلا بالله قالت ماهي ذلك وهي تضع الهاتف علي الطاوله
كرم بتساؤل فيه إيه يا ماهي
ماهي بإبتسامه ساخره بابا يا كرم مفتقد ماما جدا دا ال حسيته بس مستكتر يقول خليها ترجع
ماهي وهي توكزه بدلال ما تقولش علي بابا بوزو ياكرم عيب عليك
كرم بمرح بوزي انا وبوز ال خلفوني بس البوز العسل ده ما يكشرش
ليضحكا معآ
وتخرج نوال من الحجره لتسأل الله يسعدكم إيه ال بيضحكم جامد كده يا ولاد
ماهي ضاحكه بابا يا ماما طالب يبوس القدم ويبدي الندم علي غلطته في حق القمر
وبعدين فين ليلي هتروحو إمتي للسنتر علشان تتذوق وتجهز
ماهي بحنان راحت بالفعل يا ماما من بدري وعارفه راحت معاها مين
مين تساءلت نوال
ماهي شهد وسما راحو معاها وهمس طبعآ
خرج مراد من الغرفه وقال بمرح مين ال بيجيب سيرة مراتي
كرم بمحبه إيه يا عريس ما تدخل تاخد حمام الهنا وتستعد عاوزينك ترفع رأسنا
مراد مازحآ أيوه هترتاح مننا بدال ما إحنا كابسين علي قلبكم
كرم ضاحكا يا حبيب أخوك هو إسبوع وهنردهالك وأجيب أختك ونيجي نقرفكم
وحجتنا معانا
جايين لماما نوال عندك مانع
علي رأسي يا كركر قالها مراد وهويشير لرأسه
جو من المرح يسود شقة كرم التي أصبحت بيت العائله في الوقت الحالي
في شقة فاطمه
إفترشت فاطمه سجادة الصلاة علي الأرض وجلست عليها بعد أن أنهت صلاتها وهي ترفع يدها إلي السماء وتمتم بالدعاء
إبتسمت إيناس وقالت ربنا يتقبل يا ماما
اللهم أمين يا إيناس قالت فاطمه وأردفت
بقولك يا إيناس
نعم يا ماما ردت إيناس
فاطمه بتساؤل هوإنتي كنتي إتضايقتي لما سبت علي مع ماهي
إيناس بتعجب لا والله يا ماما مزعلت بس الخقيقه مش متعوده علي غياب حد من ولادي عني
فاطمه برجاء بس في بعض الأوقات يا نوسه إبقي سيبي علي عندعمه يملا عليهم البيت بيصعبو ا عليه يا بنتي
ساعة ما بيبقي هناك عيل بتبقي ماهي فرحانه قوي
إيناس بتعجب سبحان مغير الأحوال شيفاكي رضيتي عن ماهي يا ماما وبتدعيلها
فاطمه بلهجه حزينه نوعآ ما البت دي بنت حلال يا إيناس وأصيله يمكن علشان مقابلتها ليه كانت حلوه تنهدت وقالت
ربنا يرضيها زي ما رضتني وبترضي جوزها
إيناس بتفهم ما أنا طول عمري بقول كده يا ماما ماهي فيها صفات حلوه كتير
فاطمه طالعه لأمها ولاد شاكر كلهم طيبين لأمهم ست عاقله وكامله وعرفت تربي
في شقة سالم
قال سالم بتعجب يعني النهارده فرح مراد مافيش فايده برده إتحدي أبوه
محمدبنفي علي فكره يا بابا
مراد مش غلطان هو
حر يتجوز ال عاوزها مشكلتك إنت وعمي إنكم بتبصو للناس من برج عالي
كأنهم نمل حقېر
سالم بتعجب إيه ال بتقوله ده يا محمد إزاي تقول كده
محمد بإبتسامة هادئه متزعلش مني يا بابا بس حضرتك عمرك ما بتعارض عمي
حتي لو بيعمل حاجه غلط
سالم پغضب جري ايه يا محمد عاوزني أعارض أخويا الكبير وأزعله مني وبيني وبينه شغل مشترك
أردف بإعتراض متعرفش إن الحديث الشريف بيقول إنصر أخاك ظالمآ أو مظلوما
محمد بإهتمام يا بابا تفسير الحديث زي ما فسره العلماء
إنك تنصره مظلوم بإنك تقف جنبه وتجيب له حقه
وظالم بإنك ترده عن ظلمه وترجعه عنه وبكده تكون نصرته وحشت عنه ذنوب وعفيته من عقاپ ربنا
سالم بتعجب أول مره أسمع التفسير ده يا بني
محمد بحنان لاء يا بابا هو دا المعني الصح للحديث الشريف
يعني تمنع أخوك عن الظلم وتواجهه كمان مش توافقه علي الصح و الغلط وتقول أخويا الكبير
كده بقي كنت أنا أنصر شهد وأسيبها تعمل أي حاجه غلط
تركه محمد وإنصرف بعد أن قال فكر يا بابا في كلامي وإنت تقتنع بيه إنت يا بابا
ساعدت عمي شاكر لما ما ردتوش عن غلطه
في البيوتي سنتر
تزينت الفتيات وكان يعم المكان فرح وبهجه عارمه
وقامت السيده المتخصصه بتزيين ليلي التي أصبحت آيه من الجمال
فأبدآ لم تضع المساحيق علي وجهها من قبل ذلك
إنها مرتها الأولي التي تتزين فيها فبدت حسناء رائعة الجمال
وعندما إرتدت فستانها الجميل الذي فاجئها به مراد بدت كأميره حقيقيه
واو قالت ذلك شهد التي تغيرت كثيرآ وأصبحت أكثر ثقه بنفسها وبالآخرين بعد أن تمت خطبتها علي مالك الذي يحبها ويعاملها برقه ويمنحها الحنان التي لطالما حلمت به
فالاهتمام والتقدير يجعل النساء جميلات واثقات في أنفسهن
كالورود التي يهتم بها ساقيها فتزهر وتزدهر
شهد بمرح أنا هبقي حلوه زي ليلي كده في فرحي يا سما
قالت سما بموده طبعآ هتبقي أحلي عروسه يا شهد وأحلي حاجه إنك قطعتي علاقتك بال إسمها زيزي دي وسمعتي كلام محمد
إقتربت سما من ليلي وقالت
عاوزين نعمل مقلب في مراد ياليلي
شوفي لما يجي هقعدك جنب العروستين دول ونغطي وشكم
والعريس ال يعرف مراته يحصل عليها
ضحكت ليلي وقالت يحصل عليها إفرضي حصل علي واحده تانيه لاء يا ختي مش هعمل كده
إرتدت همس فستان أبيض طويل وصارت عروس صغيره
وصممت أن تضع لها السيده التي تزين ليلي بعض أحمر الشفاه
وقالت بسعاده أنا كمان عروسه صح يا ماما
صح أحلي عروسه يا ميسو قالت ليلي بحنان
في شقة ماهي
قال كرم يلا يا مراد ممدوح واقف تحت بعربيته وإحنا الاتنين پنتخانق العرايس هيركبو مع مين إياك تتنادل وتركب معاه
مراد مازحآ مين فيكو عربيتو متزوقه أحسن
كرم بمرح لاء بصراحه الواد ممدوح عامل شوية شغل حلوين هو ومحمد إبن عمك
لاحظ كرم وجوم مراد المفاجئ فقال مالك يا مراد كشرت فجآه ليه
مراد بحزن بصراحه يا كرم ما كنتش فاكر إني هزعل كده إن أبويا ميحضرش فرحي
كرم وهويربت علي كتفه أنا كلمته أنا وماهي يا مراد وهو رافض تمامآ
أردف يلا يا عريس زمان العروسه قلقانه
خرجت ماهي وقالت أنا هسبقكم علي القاعه أنا وماما ومرات عمي سالم
وكمان قلت لإيناس وطنط فاطمه وهيجوا
قال يا أم الذوق إنتي يا مراتي يا حبيبتي
بعد ساعه كامله
صاحت شهد العريس وصل يا بنات
لتتعالي الزغاريد وتملأ البهجه أركان المكان
ودخل مراد الذي إرتدي بدله جميله باللون الأسمر ليزداد وسامه وإشراقآ
إحم السلام عليكم
سما بمرح أهلآ بالعريس
مراد بتساؤل فين ليلي
أشارت شهد وهي تقاوم الضحك آهي قدامك
نظر ليجد ثلاث عرائس يجلسن بظهورهن
فقال بحيره طيب ما بتبصش ليه
همس ضاحكه ما أنت هتعرف الفستان يا بابا
ربنا يهديكو يابنات قال ذلك مراد وهو ينظر بتمعن ثم أردف ضاحكا
تعالي يا ليلي إنتي ال في النص
ليضحكن جميعا فقد كانت هي ليلي فعلآ
إستدارت وأقدمت نحوه ليرفع الغطاء من فوق وجهها ويقبل جبهتها
قائلآ
ما شاء الله الجمال ده كله بتاعي لتخجل ليلي كعادتها
تأبطت زراعه وخرجا معآ في جو من السعادة والمرح
إستقلا سيارة ممدوح وجلست بينهما همس التي رفضت أن تتركهما
كلما إقنرب مراد برأسه من ليلي
دفعته همس التي شعرت بالغيره علي ليلي
قائله لمراد بغيظ هيه مامتي أنا
لتتعالي ضحكات ممدوح الذي قال إوعي تسبيهم يا همس لازم تنامي جنب ماما
بس الله ېخرب بيتك لحسن تلزق فينا قالها مراد وهو يضرب ممدوح علي رأسه بغيظ
عند وصولهم للقاعه
جلس العروسان في الكوشه المزينه بالورود
لم يرقصا مثلما فعل كرم بل جلست ليلي هادئه رقيقه كالملاك
وتفاجئ مراد بممدوح يصعد فوق المسرح
ويمسك مكبر الصوت ليقول يلا المفاجأه يا جماعه
لتصعد كلا من شهد وماهي
ويصعد محمد وكرم
ويهدون العروسين أنشوده جماعيه تدربو معآ عليها
بدء ممدوح فقال بتساؤل!!!!!!!!
الليله حلوه ليه إيه ال حلاهااااااااا
ماهي وهي تشير للعروسين علشان مراد مع ليلي وليلي يا محلاها ااااا
كرم بحركات مضحكه وأخيرآ نالو ما يتمنو وحبايبهم وياهم غنوا مبروك مبروووك
شهد بطريقه تمثيليه
با مراد شيل ليلي جوا عنيك أموره وحلوه ولايقه عليك
محمد بحماس
مبروك مبروك مليون مبروك تفرح تتهني يا قلب أخوك
ضحكت ليلي ومراد كثيرآ من تلك المفاجآه التي قدمها لهم شباب العائله
ورقصت همس بطريقه مضحكه وكانت ليله جميله مبهجه
إنتهي الفرح وأقنعت نوال همس بصعوبه شديده أن تبقي معها عند ماهي بعد أن بكت كثيرآ وصممت أن تصعد إلي الشقه الجديده مع والدتها
وقالت ليلي سبيها يا ماما تيجي معانا متخليهاش ټعيط
فقال مراد بغيظ علي چثتي
ليضحك الجميع ويسود المرح بينهم مره أخري
ترك الجميع مراد وليلي عند المصعد
وفي المصعد أشارت ليلي لمراد بسبابتها قائله مراد إياك تقرب مني
مراد ضاحكآ دا أنا غلباااان
وعندما وصلا حملها ليدخلا شقتهما الجديده
وما أن وضعها
حتي هرولت إلي الحمام وأغلقت عليها الباب بسرعه
إحنا بدءنا حركات العيال دي قال مراد وهو يطرق الباب
إفتحي يا ليلي
ليلي لااااء يا مراد مش فاتحه أنا مكسوفه
مراد ضاحكآ هنصلي بس
قول والله قالت ليلي
والله هنصلي أقول لك أنا داخل أنام أنا زهقت
تنهدت ليلي بإرتياح حينما إنصرف وسمعت باب غرفة النوم يغلق
ففتحت الباب بهدوء شديد لتخرج رأسها لتنظر بحذر
فإذا بمراد الذي إختبآ خلف الباب
يمسك يدها بقوه