قلوب حائرة
العديدة
إنتهي الحفل بسلام وانصرف الحضور عدا ذاك الذي شعر بأن العالم أجمع لم يتسع فرحتهتوجه إلي طارق وتحدث باحراج طالبا العون منه
عمي طارقأنا كنت عاوز حضرتك تكلم سيادة العميد بإنه يسمح لي أقعد مع سيلا لوحدنا
ثم تحمحم كي يجلي حنجرته واسترسل علي استحياء
وكمان عاوز سيلا تقعد معايا بشعرهاأظن ده أصبح حقي
يا ليلة مش فايتةإنت عاوزني أروح ل ياسين اللي هو أصلا مش طايق نفسه النهاردة وأقول له الكلام ده!
واستطرد مستفسرا بفكاهة
هو أنا يا ابني أذيتك في حاجة علشان ټنتقم مني بالطريقة البشعة دي
قطب جبينه وتحدث متعجبا
هو حضرتك ليه محسسني إني قولت لك إني حاجز لها أوضة في أوتيل وعاوزها تروح تبات معايا فيها!
دي بقيت مراتي وطلبي ده من أبسط حقوقي
وضع كفه فوق كتفه وتحدث بحميمية كي يراضيه
يا حبيبي أنا عارف إن كلامك كله صح وطلبك ده منطقي ومن حقكوموافقك عليه جدالكن ياسين حساس قوي من ناحية الموضوع ده مش عارف ليه
واستطرد ليزيل عنه ضيقه
علي العموم ماتزعلشأنا هروح أكلمه وإن شاء الله هقدر أقنعه
________________________________________
ومحاولة إقناعه بالأمر وذهبا معا إلي ياسين حيث جن جنونه ورفض ببادئ الأمر لكنه بالأخير رضخ واستسلم للواقع المر بعد مداولات عدة من مليكة وطارق
صعدت إلي غرفتها وابدلت ثوب خطبتها الرسمي واستبدلته بثوب هادئ باللون الزهري المنقوش بثلثي كم مفتوح من الصدر فتحة بسيطة حيث اظهر بياض جسدها الناعموأعادت تصفيف شعرها وجعلته مفرودا بمنظر يسر الأعين ويحبس الأنفاس
تعالي يا كارم
تحمحم وتحدث باستئذان من الجميع
بعد إذنكم
أما عزكان يجلس باريحية واضعا ساقا فوق الأخري فأراد مداعبة ذاك العاشق وتبيهه معا فتحدث قائلا بملاطفة
براحتك يا حبيبي
واستطرد بغمزة من عينه
بس مش براحتك قوي
إبتسم لدعابته وتحرك تحت زفرة قوية خرجت من ذاك الحانقتنهد عز وتحدث بنبرة ساخرة
تنهد بضيق فاسترسل الأب بذكاء كي يخرجه من تلك الدائرة المغلقة
رئيس الجهاز كلمني النهاردةالراجل قعد نص ساعة بحالها يمدح فيك ويشيد بشغلك في العملية الأخيرةقال لي إن ياسين إمتداد مشرف لأسم ذئب المخابرات عز المغربي
ثم بسط ذراعه وربت بقوة فوق ظهره وتحدث بتفاخر ظهر بين بنبرات صوته المبتهجة
طول عمرك وإنت مشرفني ورافع راسي في الجهاز يا ياسين
نجح بالفعل في إستقطاب تركيز نجله الذي إندمج معه بالحديث وأردف بنبرة مفتخرة وملامح وجة بشوش
تربية معاليك وتلميذك يا باشا
إبتسم له باستحسانأقبلت عليهم مليكة تتقدم العاملة التي تحمل بين ساعديها صينية فوقها قدحان من القهوة قد صنعتهما خصيصا لذاك الثنائيوتحدثت إلي عز وهي تشير بكفها للعاملة كي تتقدم
القهوة يا عمو
تسلم إيدك يا حبيبتي...نطقها وهو يلتقط خاصته تلاه ياسين الذي نطق وهو ينظر لها بابتسامة حنون بعدما حاوط كتفها وقربها منه بحميمية
تسلم إيدك يا مليكة
بابتسامة هادئة عقبت
بألف هنا يا حبيبي
أما بالداخل
بعد أن رافقتهما منال وباشرت علي جلوسهما بالأريكة خرجت وأغلقت خلفها باب الحجرةكانت تجاوره الجلوس وهي تفرك كفاي يداها بعضهما البعض بتوتر ظاهر
أما هو فتطلع عليها بنظرات منبهرة
وهو يبلع ريقه وتسائل داخلهكيف لحبيبته أن تكون قادرة علي إبهاره بروعتها دائما بهذا الحدفهي رائعة بجميع حالاتهامد يده وأمسك كفها وجدها باردة كالثلج من شدة توترها فتحدث بابتسامة حنون
إيدك ساقعة قوي. هو إنت إزاي كل حاجة فيكي حلوة قوي كدةيها
إنت غيرتي الفستان ليه يا سيلاده كان حلو قوي ومخليكي زي باربي
احتضنته ثم تحدثت بمشاكسة علي تساؤله البرئ
يعني الفستان اللي أنا لبساه ده وحش يا عزو
هز رأسه نافيا وأردف
ده كمان حلو قوي يا عروسة.
علي الفور تيقن كارم بفطانته أن الصبي أتي واصطحب شقيقه الأصغر لتنفيذ أوامر والده ليس إلاوبالفعل هذا ما حدفقد إستغل ياسين إنشغال عز بالحديث مع طارق ومليكة ومنال وغمز بعينه إلي نجله الفطن مشيرا باتجاه الغرفة القاطنة بداخلها شقيقته وزوجهاوعلي الفور فهم الفتي مغزي والده وتوجه بالفعل كي يجلس بصحبتهما ورأه الصغير فهرول لاحقا بشقيقه الأكبر
نظرت إلي حمزة لائمة إياه فغمز لها بطرف عينه مستفزا إياها بمداعبةفابتسمت له بسماجة واشاحت عنه بصرها بطريقة طفولية جعلت الفتي يبتسم علي شقيقته وتصرفاتها الطفولية
أما كارمفقد شعر بالاستياء من تمادي ياسين معه والتضييق عليه