فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
وتقف مستندة عليه تشعر بالتخبط ...
بينما هو ظل على وقفته وأخذ الأمر أكثر من دقيقة كاملة حتى أستطاع التحرك أخيرا وذهب لأول كرسي قابله جلس عليه يفكر....كل الأفكار التي توادرت لعقله كانت مريبة .
يسأل سؤال وجودي بحت
وأنا هعيش معاها في نفس الشقة
ضړب على فخذية كمن عجز عن إيجاد حل أو مخرج لمصېبة عويصة سيقع فيها و ردد
أنتبه سريعا على صوت جرس الباب زم شفتيه ورفع يده يمسح بها على وجهه يتوقع هوية الزائر بالطبع.
ولم يجد بد من أن يقف ليفتح وما أن فعل حتى تحققت كل ظنونه ..... إنها السيدة فوزية جاءت وشقيقتها بزيارة أبنتهم.
و نظرا بإبتسامة يشوبها القلق لزيدان بالطبع الأوضاع ليست طبيعية بالأساس كل ما صار ليس بطبيعي .
صباح الخير يا عريس.
ناظرها زيدان بإرتباك... عريس! مازال لتلك الكلمة صدى غريب في إذنه ربما لأنه غير مستصيغ كل ماحدث ولا إلى أين تطور الوضع ولا يعلم ما ينبغي عليه فعله ولا كيف ستسير الأمور.
لكنه أبتسم لها وقال
صباح النور...اتفضلوا.
دلفت فوزية وأختها ثم سألت فوزية
أمال فين حورية
أتسعت إبتسامة فوزية وقد إرتاحت قليلا... دلفت لغرفتها مع جرس الباب يعني أنها كانت ترتدي مالا يصح أن يراها به أحد ودلفت لتبدل ملابسها.
زاد إرتباك زيدان طرديا مع إتساع بسمة فوزية تقريبا فهم عليها كانت إبتسامتها مريبة.
فتلجلج في رده وهو يقول
أتفضلوا ادخلوا لها انتو مش أغراب.
تسلم وتعيش ياحبيبي.
قالتها فوزية وتحركت للداخل مع شقيقتها التي كانت في عالم آخر تفكر في همها الكبير.
أما في غرفة النوم.
دلفت فوزية و شقيقتها جنات تنظر لحورية وقد إرتدت عباءة منزلية باللون الأبيض... كانت في غاية الذوق وزادها روعتها المنحنى الذي إلتفت عليه فقد كانت حورية تمتلك جمال فريد جدا.
تقدمت منها وحاولت التماسك تسأل
صباحية مباركه ياحبيبتي.
لكنها آثرت التحفظ فزمت شفتيها وقالت
الله يبارك فيكي يا ماما.
تطلعت لها فوزية بحيرة لا تعرف هل تهدأ أم تستمر في حلقات القلق التي صاحبتها منذ مساء أمس.
لم تستطع الصمت إن لم تسألها هي فمن سيسأل حاولت التحدث
يعني إنتي بخير يا حورية
الحمد لله ياماما.
الحمد لله على كل حال بس... يعني أنتو يابنتي عرفتوا تاخدوا على بعض
رفعت حورية عيناها لها وقالت بسأم
ناخد على بعض! مش مصدقه سؤالك بجد.
اقتربت جنات وجلست لجوراها تقول
يابنتي ماتريحينا.
رد حورية بصوت حاد وصل لمسامع زيدان الذي وقف في الشرفة القريبة من الغرفة
اريحكوا إزاي أنا مش مصدقاكوا بجد مستنيني أقول إيه أصلا
جاوبت جنات بإرتباك وحرج
إإحنا عارفين إن الحاجات دي خصوصيات وحرمات بس إحنا عايزين نطمن عليكي لو من بعيد لبعيد.
فهتفت حورية بنفس الحدة
خالتو... إنتي بتتكلمي في ايه بجد... عايزين إيه يحصل مثلا أنا مش عارفه المفروض عليا أعمل إيه أقف ولا أقعد... أنام جوا ولا برا ألبس لبس البيت العادي ولا البس مقفل عشان في حد معايا في البيت.... أنا مش عارفه.
صړخت بجملتها الأخيرة فقالت فوزية
كلام إيه إلي بتقوليه ده يا بنتي...الحد إلي بتتكلمي عنه ده بقا جوزك على سنة الله ورسوله وقدام الناس كلها.
هو الجواز عقد ومأذون و شهود وبس...حتى لو قولت أه..حتى لو.
أغضمت عيناها وأخذت تهز رأسها بأسى وعقبت
ماحدش فاهمني.. أو فاهمين بس عايزين تعملوا مش فاهمين وإنه عادي.
صمتت كل منهن..حورية تشعر بالضياع وكذلك فوزية ومعهم جنات التي كان همها همان خصوصا وأن رنا منذ سافرت لم تستطع الاطمئنان عليها و هاتفها مغلق دوما تسأل هل لا يوجد شبكة إتصال في مكان عملها أم لا...لكن قلب الأم يخبرها أن الأمور ليست على ما يرام.
في الشرفة.
أسبل زيدان عيناه بأسف على حالها وحاله أيضا هو أيضا يسأل نفسه ماذا يفعل وكيف سيتعاملا معا وضعهما مربك حقيقي.
سحق سېجاره في سور الشرفة ثم دلف للصالة وجلس بصمت تام متعب .
جلست أنچا منكبة على أوراق مالية تخص الحرملك تتابعها بنفسها تسأل إحدى المسؤولات عن أحد البنود وفيما أنفقت.
وبينما هي كذلك دلفت خادمتها مهروله لعندها ثم وقفت بريبة.
تطلعت لها أنچا ومن نظرة واحدة فطنت أن هناك أخبار بحوزتها فأشارت لها أن تقترب لعندها.
بالفعل اقتربت الخادمة ومالت على أذنها توسوس لها بما علمت وكلما تحدثت أستعرت النيران في عينا أنچا بغل تام وهمست
هل وصلت الأمور لهنا حمام غرفة الملك الخاص!
لم تكف الخادمة ومالت على أذنها تكمل فتحدثت أنچا من بين أنيابها
ماذا!! سماها ماذا!!
طبقت جفناها پغضب تحاول استدعاء بعض الهدوء التصرف مع تلك الدخيلة يحتاج لحنكة و تروي و من أهل لكل ذلك أكثر من السيدة أنچا
سحبت نفس عميق ثم اشارات لخادمتها أن تنصرف وبدأت هي تفكر بهدوء تام.
في غرفة الملك راموس
رفرفت رنا برموشها تجاهد كي تفتح عيناها حاولت أن تفعل بسبب تسلط الضوء عليهما.
أنت بوهن
أه.
انتبهت أنكي عليها وتقدمت لعندها سريعا تردد
وأخيرا أستيقظتي...
فتحت رنا عيناها لترى بوضوح تطلعت لسقف العرفة المطلي بالذهب الخالص ومظاهر الثراء التي شملت الغرفة ثم حادت بعينها تنظر لتلك السيدة السوداء.
هنا أيقنت أنها لم تخرج من الکابوس الذي ظنت أنها تعيشه وستفوق منه حتما ما أن ينتهي نومها.
أغمضت عيناها بأنيهار تام وأخذت تهز رأسها يمينا ويسارا مرددة
لأ... لأ.. ماهو لازم يكون كابوس وهيخلص وأنا هفوق منه .. أنا مش هعيش كده.
تقدمت منها السيدة أنكي وسألت
ماذا تقولين...لم أفهم عليكي
فتحت رنا عيناها تنظر لأنكي... أي كلام سيقال..هي تشعر بالعجز تام... شعور قبيح لا يوصف.
بدأت رنا تتلفت وتنظر حولها بريبة للغرفة اللتي غلب عليها اللون الذهبي وكيف خرجت من الزنزانة المظلمة الممېتة فسألت
أين أنا وما الذي حدث
لقد تم نقلك وإخراجك من السچن بعدما فقدتي وعيك و كانت حالتك خطړة تماما.
وأين أنا
ردت
أنكي وكأنها تحسدها على حظها السعيد
بغرفة الملك شخصيا.
ماذا كيف
هو من حملك لهنا و أمر بذلك.
علت أنفاسها حتى تهدجت وبدأت تنظر حولها إلى أن أتى الدور عليها فنظرت على نفسها لتصرخ بړعب
ملابسي! ماهذه الملابس.. كيف تبدلت ومن بدلها.
أبتسمت أنكي وقالت ببراءة مزيفة
الملك... شخصيا أيضا.
انتفضت رنا من السرير قد جائتها العافية رغم الهزال فاجعة الخبر نفضتها وهتفت پجنون.
نعم يا حلاوة أنتي أتجننتي...نهار أبوكو أسود.
رجاءا تحدثي بلغتي أنا لا أفهم العربية.
أن شالله عنك مافهمتي ده أنا هسود عيشت إلي جابك ....يا جزيرة مهبوشة يا شوية مجانين.
كل هذا و الملك يقف بأحد الغرف الملحقة بجناحه يكتم ضحكته على رد فعلها الذي فاق توقعاته و أنصت بإنتظار المزيد ممتن لكونه يفهم العربية فلولا ذلك لما استمتع بفهم ما تقول أثناء نوبات چنونها اللذيذ.
فيما تقدمت أنكي منها وقالت في محاولة منها لتهدئتها
حاولي أن تهدئي لا تنسي أنك جارية عنده.
نفضت رنا يد تلك السيدة من عليها و صړخت بغيظ
أنا فتاة حرة...ولدت حرة وسأموت حرة.. لست جارية لأحد... لما لا تفهموووون
أتعجب كثيرا من أفعالك ... فتاة غيرك لو كانت بمكانك لكانت أسعد بني آدم على وجه البسيطة الملك راموس بنفسه مهتم بك كثيرا أتفعلين هذا بدلا من أن تفرحي و تفكري بذكاء كيف تستغلي الفرصة كل فتيات الجزيرة وأميراتها حتى أميرات الدول الأخرى تتمنى ولو لمحة إهتمام من ملكنا راموس وأنتي تفعلين ذالك يا ميرورا
جحظت عينا رنا ونظرت لها بريبة تسأل
ومن ميرورا أيضا
أنتي..
جاوبت أنكي ببساطه فهتفت رنا پجنون
أهلا... هل جننتي حسنا ..سأتغاضى عن ذلك .. ربما لم تحفظي أسمي بعد ولكن للتذكير.. أنا أدعى رنا...رنا...ردديها خلفي لأختبر الأمر...ها..هيا..رنا ..هيا قولي كي لا تنسي
لمعت عينا راموس و مازال على وقفته وهو يتعرف على إسمها لأول مرة وبدأت شفتاه تتحرك دون إرادته يردد حروف أسمها كما طلبت من أنكي فعل وكأنه يتذوق حلواه المفضلة حين همس ر..ن..ا ر..ن..ارنا
سحب نفس عميق يبتسم لكنها إستحالت لضحكة مفاجئة حين سمع ما قالته أنكي
لا أنا لم أخطئ أو أنسى..بل هذا هو أسمك الجديد ..لقد سماكي به مولانا الملك راموس.
فجن چنونها وصړخت بوهن
أنتو عايزين تجننوني مش كده ... حرام عليكم.
تقدمت أنكي تقول ببعض الشفقة
أنا لا أعرف العربية ولم أفهم ما تقولين لكن على ما يبدو إنك تعانين مما يحدث... إن أردتي النصيحة كوني مؤدبة...ومطيعة.. تقربي من الملك وأستغلي إنجذابه لك فهو نادر الحدوث.
تمسكت رنا بكفتي يد أنكي وقالت بتوسل
إن كنتي تشعرين بي كما تدعين فأرجوكي ساعديني على الهرب من هنا سأموت إن عيشت هنا ليوم آخر في هذا الچحيم وأعدك..أقسم أنني لن أخبر أحد أنك قد ساعدتيني .. لن أذكر أسمك أن فشلت ... لكن...أتوسل أليكي وأنا التي لم تتوسل لأحد قط...ساعديني..يبدو إنك سيده جيدة و ستتفهمي وضعي وحالتي.... ساعديني أرجوكي وإلا سأموت هنا حتى أني سأدفن غريبة في بلاد غير بلادي.
لأول مرة تشفق أنكي على أحدهم لكنها تراجعت للخلف ولحظتها خرج الملك من خلف الستار يردد بحدة
أمازلتي تريدين الهرب ألم تتعظي مما جرى أم أن التمرد خصلة تجرى في عروقك مجرى الډم
نظرت له بكره وغيظ .. تشعر أنه سجانها وقاتلها فرددت
وسأظل أحاول الهرب مادام بي رمش يرف.
أهتزت شفتيه من شدة القهر الذي تذيقه إياه بكل مرة.
هز رأسه يأمر أنكي بترفع أن تغادر ففعلت و بدأ يقترب من سريره يردد
من تظنين نفسك
زم شفتيه يتصنع التفكير وأردف
أنتي مجرد جارية أنصحك بأن تكوني مطيعه وأعملي جاهدة على إسعادي على الأقل لتحللي قيمة المال الذي دفع فيكي.
كان يريد قهرها كما تفعل به دوما تغضنت زوايا فمه بإبتسامة جانبية فعلى ما يبدو أنه قد نجح فقد تشنجت كل ملامحها وأظلمت عيناها وقالت
مال مين يالا ..ده أنا أشتريك أنت وبلدك.
أخذتها الحمية جدا و بتلك الحالة ما كانت ستعبر عنها أي لغة غير لغتها الأم وعبرت عن ڠضبها لكن ربما تعبيرها قد اتسع وتمد لا بل ترحرح منها كثيرا...تشتريه هو وبلده! ربما نسيت أنها أمام ملك جزيرة الذهب وهي حقا لا تملك أي شيء..
إن الشقة التي تسكنها و والدتها ليست مثلها وإنما هي إيجار قديم هي لا تملك بالإساس سوى مرتب حديثي التخرج الذي يعد على الأصابع.
كل هذا لم يهمه أو يفكر فيه بل تقدم أكثر يسألها
ماذا قولتي يالا أتقصديني أنا بها.
صړخ صوته في آخر جمله لدرجة أنها أنتفضت مرددة
هو...هو أنت بتفهم عربي
كتف ذراعيه حول صدره ثم جاوب بسخرية
شويه شوية يا هببتي.
صړخ پغضب ينادي
كاااكاااا
أبتلعت رمقها بصعوبة بالغة خصوصا وهي تراه يقترب أكثر وعيناه لا تبشر بالخير فوقفت تردد بأهتزاز
ما..ماعلش.. أنت معصب نفسك ليه .. أنا ماكنتش اعرف أنك بتفهم